سوريا.. قوات الأمن تشن عملية ضد عناصر "فرقة الغرباء" في إدلب
شنت قوات الأمن السورية، صباح الأربعاء، حملة أمنية واسعة في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد قرب الحدود التركية، بهدف ملاحقة وتوقيف مجموعة من المطلوبين المنتمين إلى صفوف متشددين يحملون الجنسية الفرنسية، والمقيمين داخل أحد المخيمات في المنطقة.
ووفقًا لما أفاد به أحد المتشددين الفرنسيين المتواجدين في المخيم، إلى جانب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة "فرانس برس"، فإن العملية جاءت بعد رصد تحركات لعناصر يشتبه بانتمائهم لتنظيمات متشددة تنشط في المنطقة الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
وأشار المصدر إلى أن القوات السورية فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا حول المخيم المستهدف، وبدأت عمليات تفتيش دقيقة بحثًا عن مطلوبين يُعتقد أنهم متورطون في أنشطة "إرهابية" أو على صلة بمجموعات مسلحة أجنبية. كما تحدثت تقارير ميدانية عن وقوع اشتباكات محدودة بين القوات المنفذة وبعض المسلحين داخل المخيم، وسط حالة من التوتر والقلق بين قاطنيه.
ويُعدّ هذا التحرك الأمني واحدًا من أبرز العمليات التي تنفذها دمشق مؤخرًا ضد المقاتلين الأجانب، خصوصًا في المناطق الحدودية مع تركيا، التي لا تزال تشهد نشاطًا محدودًا للفصائل المتشددة ذات الخلفيات الأجنبية، رغم الهدوء النسبي الذي تعرفه جبهات القتال في شمال البلاد.
أوضح جبريل المهاجر، نجل المتشدد الفرنسي من أصول سنغالية عمر أومسين، قائد ما يُعرف بـ"فرقة الغرباء" في بلدة حارم بمحافظة إدلب، في حديثه لوكالة فرانس برس عبر تطبيق واتساب، أن الاشتباكات المسلحة بين قوات الأمن السورية وعناصر الفرقة بدأت بعد منتصف الليل وما تزال مستمرة حتى لحظة التصريح.
وأشار جبريل إلى أن طبيعة الاشتباكات مرتبطة، بحسب قوله، بـ"محاولة فرنسا استلام فرنسيين اثنين من أفراد المجموعة"، وهو ما اعتبره السبب الرئيسي لتصاعد المواجهات في المخيم والمناطق المحيطة به. وأضاف أن الوضع داخل المخيم يشهد توترًا كبيرًا، مع تعزيز القوات الأمنية لنقاط التفتيش وفرضها سيطرة شبه كاملة على المداخل والمخارج، في حين يحاول عناصر الفرقة الدفاع عن أنفسهم وسط أجواء مشحونة ومتوترة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه السلطات السورية تشديد إجراءاتها الأمنية في مناطق شمال غرب البلاد، خصوصًا ضد المقاتلين الأجانب والمجموعات المتشددة التي تستقر بالقرب من الحدود مع تركيا، في محاولة للحد من أنشطتهم وتأمين المناطق المحيطة.
أفاد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن السلطات السورية شنت "عملية أمنية موسعة" استهدفت مخيم الفرنسيين الواقع في بلدة حارم بمحافظة إدلب، بعد أن قامت القوات بتطويقه بالكامل لضمان السيطرة على المنطقة.
وأوضح عبد الرحمن أن الهدف الرئيسي من هذه العملية كان تسليم فرنسيين محددين، مطلوبين من قبل السلطات الفرنسية، وهو ما دفع القوات السورية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتأمين المخيم ومحيطه.
وأشار إلى أن الاشتباكات اندلعت بين القوات الأمنية وعناصر
المخيم فور محاولة تنفيذ العملية، حيث تصاعدت المواجهات المسلحة بشكل محدود لكنها متواصلة، وسط حالة من التوتر والقلق بين قاطني المخيم. وأكد أن العملية تأتي ضمن سلسلة من التحركات التي تقوم بها دمشق ضد المقاتلين الأجانب والمجموعات المتشددة في شمال غرب البلاد، خاصة في المناطق القريبة من الحدود التركية، في محاولة لضبط الأمن ومنع أي نشاطات مسلحة قد تهدد الاستقرار المحلي.
كما لفت إلى أن الوضع الميداني لا يزال متأزمًا، مع تعزيز القوات الأمنية لنقاط التفتيش والسيطرة على مداخل ومخارج البلدة، في حين يحاول عناصر المخيم الدفاع عن أنفسهم، ما يضاعف من حدة التوتر ويجعل الوضع هشًا ومتوترًا للغاية.
من جانبها، أصدرت “فرقة الغرباء” بيانًا رسميًا نفت فيه كافة الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن العملية الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد مخيمها في بلدة حارم تهدف، بحسب زعمها، إلى "تشويه صورتها" بدافع من الحكومة الفرنسية.
وأوضح البيان أن عناصر الفرقة لاحظوا محاولات من قبل ما وصفوهم بـ"صحفيين مزيفين" يدّعون العمل لصالح إحدى القنوات الفرنسية، مشيرين إلى أن هذه المحاولات تمثل جزءًا من حملة منظمة تهدف إلى الضغط عليهم وتشويه سمعتهم. ولفت البيان إلى أن المخيم محصن تحت سيطرة عناصر الفرقة، وأنهم "لن يسمحوا بدخول أي قوة إلى المخيم مهما كانت الظروف"، مؤكدين على استعدادهم للدفاع عن أنفسهم في مواجهة أي محاولة اقتحام أو تدخل خارجي.
| "Syria Idlib Security Operation Targets Foreign Fighters" |
وأشار البيان إلى أن فرقة الغرباء تعتبر ما يجري جزءًا من سلسلة من الإجراءات التي تستهدفهم بشكل مباشر، معتبرة أن هذه الحملات الإعلامية والأمنية تهدف إلى خلق انطباع سلبي عنهم على الساحة الدولية، وهو ما يجعل المخيم ومحيطه في حالة تأهب دائم وسط تصاعد التوتر والخوف من مواجهات مسلحة محتملة مع القوات الأمنية السورية.