ثوران اكتر بركان نشط في أوروبا: قوة الطبيعة تتحدى برودة الثلوج
![]() |
بركان ايتنا نشاط مدهل في قلب الشتاء |
تعتبر ثورات البراكين من أعظم الظواهر الطبيعية التي تثير إعجاب الإنسان وتثبت قوة الطبيعة في تشكيل سطح الأرض. وفي إطار هذا السياق، شهدنا مؤخرًا حدوث حدث طبيعي استثنائي في أوروبا، حيث ثار أكبر بركان نشط في المنطقة رغم تساقط الثلوج الكثيفة. تحولت هذه اللحظات إلى لحظات تاريخية تبرز قدرة الطبيعة على الإبداع والتحدي.
البركان المشار إليه يقع في أحد الجزر الفعّالة جيولوجيًا في المنطقة الأوروبية بالضبط في جزيرة صقلية الايطالية، وقد تميز بنشاطه المستمر على مر العصور. ولكن اللافت في هذا السيناريو الأخير هو أن البركان قرر أن يعلن عن قوته وجلاله في وسط البرد القارس والثلوج الكثيفة. تحدث هذا الثوران في فصل الشتاء، مما أضاف بُعدًا جديدًا إلى هذا الظاهرة الطبيعية.
تعتبر الثلوج عاملًا مُعوِّقًا غالبًا على العديد من الأنشطة الطبيعية، لكن البركان الذي ثار في ظل الثلوج يُظهر أن القوى الطبيعية قادرة على التحدّي. الثلوج قد تؤثر سلبًا على الفعاليات البركانية عبر تبريد الحمم البركانية، لكن هذا البركان أظهر أنه يمتلك مزايا خاصة تجعله قادرًا على التكيف مع ظروف الطقس القاسية.
مع مد فوهته ومنحدراته ببياض الثلوج، أبهر بركان "إتنا" في جزيرة صقلية الإيطالية بنشاطه المذهل، حيث يعتبر البركان الأكثر نشاطًا في أوروبا. رغم تحول المناطق المحيطة إلى عالم أبيض، تسلل صوت هدير الثورة البركانية إلى الأذن، مخلفًا خلفه منظرًا مهيبًا للحمم البركانية المتدفقة على مشارف مدينة كاتانيا الإيطالية.
ثارالبركان على الرغم من الطقس البارد والثلجي في الساعات الأولى من يوم الاثنين 25 نوفمبر 2023.
إتنا يكتسب طبقات جديدة: ارتفاعه يتزايد بفعل تراكم المواد البركانية:
تعتبر هذه الزيادة في ارتفاع إتنا مظهرًا ملفتًا يعكس نشاط البركان وتحولاته المستمرة. تتسارع العمليات الجيولوجية في عمق الأرض لتكديس الحمم البركانية على جوانب الفوهات، مما يسهم في إعطاء البركان مظهرًا أكثر ارتفاعًا وتميزًا.
يشير هذا التطور إلى دينامية النظام البركاني، حيث يستمر إتنا في بناء طبقات جديدة، ويمثل ذلك تحديًا إضافيًا للعلماء الذين يسعون لفهم وتوقع أنشطة البركان وتأثيراتها المستقبلية. تظهر هذه الزيادة في ارتفاع البركان كنقطة فارقة تجسد قوة الطبيعة وتجدد دورها في تشكيل العالم من حولنا.
فحسب ما ورد عن المعهد الايطالي فقد زاد هدا النشاط من ارتفاع البركان حيت وصل الى 4.5 كيلومترا فوق الجبل، الذي يبلغ ارتفاعه 3300 متر , بحيت غطى الرماد المنبعث من الثوران العديد من الشوارع والمنازل في المناطق السكنية المحيطة بالبركان، مثل زافيرانا
تجدر الاشارة بان بركان إتنا أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، وقد ثار أكثر من 200 مرة في تاريخه المسجل,ويجدب البركان العديد من السياح كل عام، حيث يمكنهم مشاهدة الثورات البركانية من مسافة قريبة.
تم إصدار تحذيرات للرحلات الجوية، ورغم ذلك، لم يتأثر مطار فينشينزو بيليني الدولي في كاتانيا، أكبر مدينة في شرق صقلية، بالنشاط البركاني، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا". يظهر هذا الحدث الفريد كيف يمكن للطبيعة أن تجمع بين جمال الشتاء وقوة البراكين في تحفة واحدة.
رغم أن الثلوج غالبًا ما تكون عاملاً معوِّقًا، يثبت إتنا أن قوى الطبيعة قادرة على التحدي والتكيف. يظهر هذا النشاط البركاني كمظهر من مظاهر الحياة الطبيعية التي يجب علينا أن نحترمها ونفهمها.
بركان إتنا: تجليات ارتفاع وانخفاض في رحلة النشاط البركاني:
منذ عقود، يحمل بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية تاريخًا طويلًا من النشاط البركاني، حيث أصبحت قمته تحمل الشاهد على عدة ثورات قوية.
منذ عام 1980، تمركزت قمة البركان على الفوهة الشمالية الشرقية، التي ارتفع ارتفاعها إلى 3350 مترًا نتيجة للثورانات البركانية الهائلة في سبتمبر 1980 وفبراير 1981.
وفي عام 2018، شهدنا انخفاضًا في ارتفاع بركان إتنا إلى 3326 مترًا، نتيجة انهيارات على حافة الفوهة. هذا التغير يبرز طبيعة ديناميكية ومتغيرة لبراكيننا، حيث تتأثر تضاريسها بشكل مباشر بالأحداث البركانية.
تمتد مساحة بركان إتنا على مساحة تبلغ 1250 كيلومتر مربع، ويعتبر البركان الأعلى في أوروبا.و يشهد نشاط منتظم يعود لنحو نصف مليون سنة، مما يجعله نقطة فريدة في خارطة الظواهر البركانية في العالم.
في خضم تلك اللحظات الفريدة والمثيرة، يبقى بركان إتنا يروي قصة حية لقوى الطبيعة التي تتحكم في تشكيل العالم من حولنا. منذ الثمانينات وحتى اليوم، تغير ارتفاع قمته، ولكن روح النشاط البركاني المستمر تظل تتجدد، متركة خلفها لوحة فنية من الحمم البركانية والذكريات.
في خضم تلك اللحظات الفريدة والمثيرة، يبقى بركان إتنا يروي قصة حية لقوى الطبيعة التي تتحكم في تشكيل العالم من حولنا. منذ الثمانينات وحتى اليوم، تغير ارتفاع قمته، ولكن روح النشاط البركاني المستمر تظل تتجدد، متركة خلفها لوحة فنية من الحمم البركانية والذكريات.
إتنا، البركان الأعلى في أوروبا، يتحدى الزمن بثباته وجماله المدهش. يُظهر تأثيره على البيئة المحيطة ويسجل تحولاته بأنانية جمالية. في كل انبعاث للحمم، نجد أنفسنا أمام عرض طبيعي خلاب يعكس قوة الطبيعة وتميزها.
![]() |
بركان ايتنا نشاط مدهل رغم التلوج |
يظل بركان إتنا ليس فقط جزءًا من الطبيعة، بل أيضًا جزءًا من تاريخ البشرية وثقافاتها. يستمر في تشكيل المشهد البيئي ويثير دهشتنا، ملهمًا إيانا لاحترام القوى الطبيعية والابتهاج بجمال وتنوع كوكبنا الرائع.